المحتالون يأتون بمختلف الأشكال والألوان، وهناك مئات القصص في عالمنا العربي التي كان أبطالها رجال أعمال وشخصيات ذات مكانة وبعض الموظفين في مناصب متقدمة في المؤسسات. في المقابل هناك دروب الاحتيال الأكثر تواضعًا التي تكون على نطاق ضيق.
لكن الاحتيال لا يرتبط فقط بمن كرسوا حياتهم لسلب الآخرين أموالهم، بل بأي مؤسسة أو متجر أو بائع يحاول جعلك تدفع أضعاف ما يتوجب عليك دفعه أو حثك على إتمام صفقة ستكبدك الخسائر.
أساليب هؤلاء متقنة إلى الغاية؛ لأن الإقناع هو سلاحهم الأول، وعليه فهم يملكون مهارات خرافية تمكنهم من كسب ثقة الضحايا وحثهم على القيام بأمور عادةً لا يقومون بها. وكي لا تكون ضحيةً لهؤلاء سنعرض الخدع التي يلجؤون إليها لكسب ثقتك وجعلك تسلمهم أموالك على طبق من فضة.
يلعبون دورهم باحتراف
القاعدة الأولى في عالم الاحتيال هي لعب الدور بإتقان، وهذا يعني ارتداء الملابس واعتماد الطلة التي تُظهر الذكاء والنجاح والتي تجعل الضحايا يثقون بهم.
بطبيعة الحال لن تثق برجل يحاول بيعك سلعة ما أو إقناعك بصفقة ما وهو يعتمد طلة رثة، وعلى الأرجح لن تستمع إلى كلمة واحدة مما يقوله. لكن حين تكون أمام رجل يرتدي بدلةً أنيقةً باهظة الثمن فأنت ستستمع إليه حتى النهاية.
يستغلون نقطة ضعفك
إن كنت قد تعرضت للاحتيال يومًا فلا تصنف نفسك على أنك غبي. فالغالبية الساحقة من البشر تعرضت للخداع بشكل أو بآخر. السبب يرتبط مباشرةً بضعفك أو بحالة ضعف مؤقتة تمر بها.
المحتالون يلعبون على وتر العواطف لا العقل لذلك فهم يختارون ضحاياهم بعناية. أي شخص يمر بفترة صعبة هو الأولوية بالنسبة إليهم، مثلًا: فقدان الوظيفة، والطلاق، وخسارة المال.
التغييرات بشكل عام تجذبهم سواء كانت إيجابيةً أو سلبيةً، فمثلًا فقدان الوظيفة يجعلك في حالة من اليأس وعليه فأي حل مقبول، وعلى النقيض تمامًا الحصول على ترقية وراتب أفضل يجعلك ساذجًا إلى حد ما ومتقبلًا لكل ما هو إيجابي في حياتك؛ لأنك تظن أن الحظ حاليًّا حليفك.
يتركك تتكلم طوال الوقت 
المحتال يرتبط بمعرفة رغبة أو حلم الضحية؛ لذلك فإن هدفه يكون معرفة ما الذي يمكنه تقديمه إليك ليجعلك تتخلى عن المنطق والحرص. أفضل طريقة هي حثك على الكلام والاكتفاء بالاستماع.
الضحايا عادةً لا يسألون الأسئلة، بل يجيبون عن الكثير من الأسئلة؛ فهم لا يبحثون عن الأسباب التي تجعل العرض هذا يبدو خدعةً، بل عن الأسباب التي ستجعل العرض يدر عليهم المال. هدف المحتال هو جعلك تشعر بالأمل والحماسة؛ لذلك فهو ممثل بارع جدًّا ومستمع محترف.
يخاطبك باسمك الأول دائمًا
لعلك لاحظت هذا الأمر حين يصلك اتصال من بائع ما عبر الهاتف أو من شركة لم تسمع بها من قبل تحاول بيعك منتجاتها.. الاتصال دائمًا يبدأ باسمك. تأثير سماع اسمنا الأول هائل، فمثلًا لو قام أحدهم بالتوجه إليك والقول «مرحبًا يا فلان، هل تذكرني؟» حينها لن تقول إنك لا تذكره، وعلى الأرجح ستدعي بأنك تذكره بشكل مبهم؛ فسماع اسمنا يترك شعورًا بالألفة مع الآخر.
يقلد لغة جسدك
الدراسات أكدت أن تقليد لغة جسد الآخرين يمكنها أن تعزز مشاعر الألفة والتعاطف مع الآخر. في الواقع هذه المقاربة يتم تعليمها لجميع الباعة في المتاجر الكبرى؛ لأنها تمكنهم من البيع أكثر.
المحتال يلجأ إلى الخدعة نفسها، لذلك فلا تقع ضحية هذه الخدعة، فهو يحاول حث اللا وعي الخاص بك على إيهامك بوجود ثقة غير موجودة.
يظهر عيوبه 
الكلام له تأثير “لغة الجسد” نفسه في خلق ثقة فورية، وهم يدركون ذلك. لذلك سيخبرك قصةً ما تكشف عيوبه أو عن اختباره تجربةً مريرةً تشبه تجربتك الخاصة، وبالتالي خلق أرضية مشتركة وهمية بينكما.
الدراسات تؤكد أن البشر يميلون إلى وضع ثقتهم بالأشخاص الذين يملكون العيوب. بعد كسب ثقتك فهو سيقنعك بأنه صديقك وحريص على مصلحتك، وبالتالي يقنعك بما يريد إقناعك به.
الجولة الأولى ستربحها أنت دائمًا
أسهل طريقة لإغرائك هي بجعلك تتذوق طعم الجائزة؛ لذلك فهم يسمحون لك بالفوز بالجولة الاولى، وتحصل على قليل من الحلم الموعود كقليل من المال أو جعلك تختبر نمطًا مختلفًا من الحياة لم تختبره من قبل. وهنا يكون قد كسب ثقتك؛ لأن المشروع أو الصفقة عاد عليك بالفائدة، كما لعب على وتر رغبة البشر دائمًا بالمزيد، وعليه جعلك تثق بأن العمل معه سيكسبك المزيد من المال أو النجاح أو أي مما وعدك به.
خدعة الوقت والعروض المحدودة
خدعة المتاجر التي تجعلك تشتري ما تحتاج إليه من خلال العروض المحدودة يتم اعتمادها في عالم الاحتيال. النقطة هذه مهمة؛ لأنه يحشر الضحية ضمن إطار زمني محدود ما يمنعه في التفكير مليًّا بالأمر، فهو سيقدم العرض بعد كسب الثقة، ثم يبدأ بمحاصرتك ضمن إطار زمني قصير جدًّا. الفترة هذه تشوش تفكيرك؛ لأنها تمنعك من رؤية الدوافع الحقيقة خلفها.